الروائي خالد خليفة وقصص الموت المبتذل بسوريا

خالد خليفة (يسار) في لقاء نظمته رابطة الكتاب السوريين في العاصمة البلجيكية بروكسيل (الجزيرة)

من الصعوبة بمكان أن يلتئم حشد كبير من الكتاب والأدباء العرب المقيمين ببلجيكا في أمسية واحدة، لكن ذلك تحقق بفضل الروائي السوري خالد خليفة، الذي كان أمس السبت ضيفا على رابطة الكتاب السوريين في مرسم الفنان التشكيلي السوري كيتو سينو بالعاصمة بروكسيل.

واتسمت تلك الأمسية بطابع الحميمية في الحوار، الذي أداره الشاعر هوشنك أوسي، باسم رابطة الكتاب السوريين، وبحضور أسماء بارزة في المشهد العربي مثل الروائيين العراقي علي بدر والمغربي علال بورقية وشعراء أمثال المصري عماد فؤاد والعراقي مهند يعقوب والمغربي طه عدنان.

وافتتح أوسي اللقاء بإثارة سؤال الموت في المنجز السردي لخالد خليفة، وهو ما رد عليه الضيف بالقول إن الموت هو أحد مواضيعه المفضلة، في ظل مفارقات يصل معها الموت إلى هذا الحد من الابتذال، ويفقد مهابته في الواقع السوري الذي بات يزخر بآلاف القصص التي جعلت من “الموت عملا شاقا”. وأشار إلى أنه لم يخطر بباله أن السوريين سوف يدفنون أحباءهم يوما ما في الحدائق، لأنهم لا يستطيعون إيجاد مدفن قريب.

وأوضح الكاتب أن روايته “الموت عمل شاق” بدأت من حادث شخصي عندما أصيب بأزمة قلبية؛ مما جعله يتساءل عما لو مات كيف سينقل أهله جثمانه لمقبرة العائلة.

جانب من أمسية أدبية بالعاصمة البلجيكية بروكسيل كان ضيفها الروائي السوري خالد خليفة(الجزيرة)

وعن المقاربة بين “الموت عمل شاق” ورواية “مديح الكراهية”، أجاب خليفة بأن الثانية تمتح مادتها من تجربة قديمة عاشها السوريون وتمت كتابتها في لحظة باردة، بينما انبثقت الأولى من لحظة ساخنة وكُتبت في وقت حار.

وعن طقوس الإبداع، قال إن متعة الكتابة لديه تنتهي لحظة نشر الكتاب وهذا ما يجعله يكره -حسب قوله- كتبه، ولا يستطيع قراءتها بعد صدورها، ولا يرغب في الدفاع عنها، حيث إن لحظة صدور العمل تنهي علاقته به.

وعن وظيفة الكتابة، قال إنها تصفية حساب لحياته في العاصمة دمشق التي يقف يوميا فيها على عدة حواجز، ويعيش فيها تفاصيل لم يكن يتخيل أن يعيشها، لكنه لا يستطيع مغادرتها لأن بقاءه فيها يعني استمرار الأمل.

إن سوريا تزخر بآلاف القصص التي جعلت من “الموت عملا شاقا”، ولم يخطر بباله أن السوريين سوف يدفنون أحباءهم يوما ما في الحدائق لأنهم لا يستطيعون إيجاد مدفن قريب

خالد خليفة

وقبل أمسيته مع رابطة الكتاب السوريين، كان خليفة ضيفا على مؤسسة “الباسابورتا” في بروكسيل، وفي تصريح للجزيرة نت قال إن اللقاء في مرسم الفنان كيتو سينو كان ذا طعم خاص لأنه نشاط سوري عربي دار فيه الحديث بالعربية بعفوية، ودون لغة وسيطة، وهذا ما يخلق حميمية بين الكاتب والجمهور.

روائي مهم

وفي تصريح للجزيرة قال كيتو سينو إنه استضاف هذا اللقاء في مرسمه لأن خالد خليفة “صديق جامعة قديم، كما أن الغربة تجمعنا بشكل ما لنسترجع الذاكرة، وهذا المكان هو معمل قديم حولته لمرسم، ورأيت أنه يمكن أن يحتضن فعالية من هذا النوع الذي نحتاجه هنا في بروكسيل”.

ويعدّ اللقاء مع خالد خليفة أول نشاط في العاصمة بروكسيل لرابطة الكتاب السوريين التي ارتأت أن تحتفي بالكاتب أثناء تواجده في بلجيكا بصفته “روائي مهم وله حضوره على المشهد العربي والدولي، ورواية “الموت عمل شاق” لها تأثير خاص لأنها تعالج الوضع السوري الراهن”.

يذكر أن خالد خليفة صدرت له عدة روايات، منها دفاتر القرباط (2000) ومديح الكراهية (2006) ولا سكاكين في مطابخ هذه المدينة (2013)، اللتان وصلتا للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، ونالت الأخيرة جائزة نجيب محفوظ للرواية في عام صدورها.

نشرت على موقع الجزيرة هنا

المصدر
الجزيرة
زر الذهاب إلى الأعلى