فجأة يتلقى الشاعر الصيني أحمد جان عثمان المقيم في سورية قرار طرده من أراضينا المباركة وبدون أن يوضح أي مسؤول السبب، إلى هنا ويبدو الأمر عاديا، فالسلطات الأمنية تعرف أكثر من كل مواطنيها في خفايا الأمور، والصيني في النهاية مجرد أجنبي أحب العيش بيننا ونحن لم نقبل، طبعاً السلطات لم تقبل وكما أسلفت بداية هي تعرف مصالح مواطنيها, وإلا لما تحرم أكثر من 27 ألف مواطن سوري من العودة إلى بلادهم، وبينهم مخربين وإرهابيين كبار كالفنان التشكيلي يوسف عبد لكي والكاتب سليم بركات والفنان التشكيلي بشار عيسى و ……..، كما سمحت بعودة كاتب حلم ببلاده طويلاً كجميل حتمل لكن بتابوت مرمي مع الحقائب في مؤخرة الطائرة واستدعى إخراجه بتابوت معاملات جمركية تولاها أدباء سوريون وأهل البضاعة طبعاً التي كانت فقيداً وكاتباً، واليوم أيضاً بعد أن حمتنا السلطات من هؤلاء المخربين الذين عددت بعضهم كونهم خبراء بالإنقضاض على ثروات البلاد وإختراع قنابل إرهابية, أيضاً اليوم من واجبها حمايتنا من إرهاب شاعر صيني أتى لدراسة اللغة العربية، وترك بلاده الضيقة ليقيم في بلادنا الواسعة، ويكتب بلغتنا مشاركاً بهمومنا الثقافية إبتداءاً من نقاشاتنا حول قصيدة النثر و شرعية وجودها إلى الخلاف حول أحقية أدونيس بجائزة نوبل أم عدم أحقيته بها،ـ والذين لاتعرفونه أن زميلنا في الجامعة منذ عشرين عاماً مضت وفي الكتابة بلغتنا منذ ذلك الحين أيضاً، رجل متزوج من بنات جلدتنا أي إمرأة سورية ولديه طفلتين أي طفلتين سوريتين، أي أن الأغلبية في منزله الطرطوسي هي للعنصر السوري حتى لو كان للذكر مثل حظ الأنثيين.
إستدعاء بسيط من فرع الهجرة والجوازات، ثم إبلاغه أيضاً بقرار إحدى الجهات الأمنية بوجوب مغادرته الأراضي السورية في موعد أقصاه 8/1/2004 أي بعد أربع أيام من تاريخ الإستدعاء، ومراجعاته إلى كل الجهات لم تأتي بنتيجة، إذ لاأحد يعرف ماذا سيقول له، ولا من إتخذ القرار
هذا، وللعلم أيضاً ياسادة بأن رجلاً أجنبياً متزوج من إمرأة سورية كل هذه السنوات الطويلة ولديه طفلتين، على ماأظن يحق له في كل قوانين العالم الحصول على الجنسية، إلا هذا المجنون الذي إختار تأسيس عائلته فوق أرضٍ لاتريد أبناءها فكيف الصينين الضالين.
وما لاتعرفه الجهة التي إنزعجت على مايبدو من تجول شاعر صيني كل هذا الوقت الطويل على كورنيش طرطوس، وشربه المتة كأبنائها والتهتك كشعرائها أحبت أن تعيد النقاء للمدينة وتطرده، وطبعاً مخالفة كل القوانين والدساتير والأعراف التي تقول بأحقية لم الشمل العائلي في أي بلد ينتمي إليه الزوجين، ولايوجد قانون في العالم يطرد رب عائلة لأسرة تحمل جنسية البلاد إلا هنا طبعاً.
طرد الشاعر أحمد جان عثمان إن تم سيعطي صورة واضحة عن ملف حقوق الإنسان و طبعاً لاتفهموني غلط بأنني أدافع عن رجل أجنبي، إنما الدفاع عن حق أسرة سورية بعدم التشرد، وإضافتها إلى آلاف الأسر التي لايستطيع الأبناء زيارة بلدهم الأم طبعاً لأن الأباء مطلوبين، ولدى سفاراتنا في الخارج آلاف الطلبات للحصول على حواز سفر سوري، فقط جواز دون الحقوق الآخرى.
نشرت على إيلاف هنا